جزاء سنمار
من الأمثلة العربية الشهيرة , والتي مازالت تستعمل حتى اليوم , يقولون ( جزاء سنمار ) , فهل سألت يوماً من هو سنمار هذا ؟ وماذا فعل ؟ وما هو هذا الجزاء الذي صار مضرباً للمثل ؟
مما هو مذكور في كتب السير أن إمارة الحيرة , إمارة عربية و كانت الحيرة تابعة لدولة الفرس , وكان على رأس الحيرة في ذلك الوقت النعمان بن امرء القيس بن عمر اللخمي , وكان يطلق عليه لقب ملك العرب , كعادة ملوك الحيرة في ذاك الوقت أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصر , يفتخر به على العرب , ويفاخر به أمام الفرس , حيث أن ملك الفرس كان سيقيم بهذا القصر .
ووقع اختيار النعمان على مهندسا اسمه سنمار لتصميم وبناء هذا القصر , وزعموا أن سنمار هذا كان رجلاً رومياً مبدعاً في البناء . استدعى النعمان هذا البناء أو المهندس وكلفه ببناء قصر ليس له مثيل , يليق بملك الفرس والذي سينزل فيه. سنمار هذا طارت به أحلامه وآماله في عطية ملك العرب بعد أن يبني له القصر الأعجوبة .
و استغرق سنمار في بناء هذا القصر عشرون سنة , انتهى سنمار من بناء القصر على أتم ما يكون وأطلقوا عليه اسم الخورنق , وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه . انتهى سنمار من بناء القصر , ثم جاء النعمان ليعاين البناء. استعرض النعمان القصر وطاف بأرجائه , ثم بعد محادثة قصيرة مع سنمار , أمر رجاله بإلقاء سنمار من أعلى القصر فسقط سنمار جثة هامدة بلا حراك مات سنمار .ولكن ما هذا الحوار الذي انتهى بقتل سنمار ؟ يزعم كتاب السير أن سنمار قال للنعمان ( أما والله لو شئت حين بنيته جعلته يدور مع الشمس حيث دارت) .
فسأله النعمان : إنك لتحسن أن تبني أجمل من هذا ؟ ثم أمر برميه من أعلى القصر ) ويقولون أن سنمار قال له : إني أعرف موضع آجرة-يعني حجرة أو طوبة - لو زالت انقض القصر من أساسه ! فقال له : أيعرفها أحد غيرك ؟ قال : لا . قال : لأدعنها وما يعرفها أحد فأمر به فقذف به من أعلى القصر فمات , ومن يومها ضربت مثلاً يقولون جزاء سنمار .