قال الدكتور إبراهيم شكري، إن تربية الأبناء ليست بالأمر السهل، وتحتاج إلى العديد من الإستراتيجيات النفسية والطبية والعقلية التي تمنح الأبوين وصفة صحية لتربية الأبناء.
وفي كتابه "أنا وطفلي والطبيب" يقدم لنا الدكتور شكري، أبرز الأخطاء التي خلص إليها أطباء الأمراض النفسية والاستشاريون التربويون والتي يقع فيها الآباء خلال تربية الآبناء.
وذكر د/ شكري أن فرض الأوامر على الطفل طوال اليوم، هذا خطأ نابع من فكرة السلطة، فنجد الأمهات يصدرن أوامر للطفل ولا يتركن له حرية اختيار أي شيء، وتكون النتيجة أن الطفل يتظاهر بأنه لم يسمع شيئا، وبالتالي لا يستجيب، لذلك لابد من إعطاء حرية للطفل، بحيث يتمكن من الاختيار والشعور بشخصيته.
وأضاف أن عدم الاتفاق على نهجٍ تربوي موحد بين الوالدين نتيجة التضاد في المفاهيم بين الزوجين يؤثر على نفسية الطفل بشكلٍ كبير لأنه لايعرف من فيهما على صواب الأم أم الأب، وهو ما يجعله ينجذب لأحدهما دون الآخر ويؤثر على احترامه وثقته فيه، خاصة إذا تمت المشاجرات أمامه، لذلك يجب الاتفاق على منهجٍ تربوي واضحٍ بين الأبوين وحتى إذا تعارضا في موقف معينٍ، لابد أن يصدق أحدهما على قرار الآخر.
وأشار إلى أن التفرقة في المعاملة بين الأبناء كارثة، على الرغم من نفي معظم الآباء والأمهات لهذا، إلا أن أبناء كثيرين يشعرون بها، والمطلوب هو التوازن والعدالة عند قدوم الطفل الثاني، الذي غالبا ما يكون أكثر هدوءا وجذبا للانتباه، نتيجة اكتساب الأبوين لخبرة في التربية، ومن هنا تبدأ التفرقة سواء المعنوية أو المادية.
ونوه د / شكري إلى المقارنة بين الأبناء طريقة غير عادلة في التربية، لأن الفروق بين الأولاد ستبقى موجودة دائما، وتؤدي إلى زرع المرارة بين الأخوة والحط من قدرات الأقل تقديرا.
وتطرق إلى عدم إشباع حاجة الطفل للرحمة والحب والحنان وتعامل الآباء مع أبنائهم بقسوة وعنف ويتم توبيخهم ونقدهم في كل صغيرة وكبيرة، يترك في نفس الطفل آثارا سيئة كثيرة، لذلك يجب أن تكون هناك دائما مساحة من المرح والترويح، مع التعامل الهادئ المطمئن بحب وحنانٍ، مضيفًا أن التدليل الخطأ يجعل الطفل يشعر دائما بأنه محور اهتمام الجميع ويتوقع من كل الناس نفس المعاملة، وبالطبع هذا لايحدث، مما يجعل انفعالاته طفولية ويتأخر نضجه الاجتماعي والانفعالي وتقل قدرته على تحمل المسئولية.
وأخيرا يختم شكري بالقول إن تربية الأبناء تحتاج للكثير من الجهد والعناء، لأن التربية لا تعني تقديم المسكن والملبس والطعام والشراب، بل تشمل إشباع الحاجات النفسية والمعنوية، التي قلما ينتبه الوالدين لها، خاصة إذا كانا غير مؤهلين ليكونا مربيين.