ماذا تعرف عن الامطار

الأمطار

الأمطار

تعتبر الأمطار أهم مظهر من مظاهر الحياة. تعود هذه الأهمية لما لهذه الظاهرة من تأثير على الإنسان خصوصا. تعرّف الأمطار على أنها قطرات مائية يتراوح قطرها بين 0.5 مم و 3 مم. أي أن القطرات المكونة للأمطار أكبر من القطرات المكونة لمظاهر التكاثف الأخرى، فكيف يفسر هذا الاختلاف؟

تتواجد القطرات المائية في الغلاف الغازي، بأحجام متباينة، أي أن القطرات المتناهية الصغر تتعايش مع تلك التي تكبرها حجما. يتباين سقوط هذه القطرات المائية؛ فالقطرات الكبيرة تسقط بسرعة أكبر، عكس القطرات الصغيرة التي يكون سقوطها أقل سرعة.

أسباب سقوط الأمطار

النظرية الأولى

نظرية الاندماج تنشأ الأمطار من بخار الماء في الغلاف الجوي، ويتكون بخار الماء عندما تتسبب حرارة الشمس في تبخر الماء من المحيطات وغيرها من المسطحات المائية، فيبرد الهواء الرطب الدافئ عندما يرتفع، وتقل كمية البخار التي يمكنه حملها، وتسمى درجة الحرارة التي لا يمكن للهواء عندها، أن يستوعب كمية إضافية من الرطوبة نقطة الندى، فإذا انخفضت درجة الحرارة إلى ما دون نقطة الندى، يتكاثف بخار الماء على شكل رذاذ مشكلا السحب.

ويتكاثف بخار الماء على شكل جسيمات متناهية في الصغر تسمى نويات التكاثف. وتتألف هذه النويات من الغبار وأملاح البحار والمحيطات، وبعض المواد الكيميائية المنبعثة من المصانع وعوادم السيارات، وعند تكاثف بخار الماء تنطلق حرارة، تجعل السحب ساخنة، ويساعد هذا التسخين على دفع السحب إلى أعلى، وبذلك تصبح أكثر برودة.

وقد فسر تكون قطرات الأمطار في مثل هذه السحب بنظرية الاندماج ونظرية البلورات الثلجية. وتنطبق هذه النظرية على الأمطار المتكونة فوق المحيطات وفوق المناطق المدارية. وبناء على هذه النظرية، فإن مختلف أحجام قطرات الماء الأكبر تسقط بصورة أسرع من القطرات الأصغر منها. وبناء على ذلك، فإن هذه القطرات تصطدم بالقطرات الصغرى ومن ثم تضمها إليها. وتدعى هذه العملية الاندماج.

فإذا سقطت قطرة كبيرة من الماء مسافة 1,5كم في إحدى الغيوم، فإنها قد تدمج معها مليون قطيرة، وبهذه الطريقة، تصل القطرة إلى ثقل لا يستطيع الهواء تحمله، فيسقط بعضها على الأرض على شكل قطرات المطر، وتتحطم القطرات المتبقية التي يزيد قطرها عن 6 ملم إلى رذاذ.
وتتحرك هذه القطرات إلى أعلى، إذا ارتفعت السحابة بسرعة، ثم تسقط مرة أخرى وتتكرر عملية الاندماج والمطر مكتوب في القرآن اكريم في قوله تعالى:(ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه )

النظرية الثانية

نظرية البلورات الثلجية تفسر هذه النظرية معظم مظاهر التساقط في المناطق المعتدلة. فعملية تكون الأمطار بناء على هذه النظرية، تعتبر أكثر حدوثا من ظاهرة الاندماج؛ إذ تحدث عملية البلورات الثلجية في السحب التي تقل درجة حرارة الهواء فيها عن الصفر المئوي (درجة تجمد الماء). وفي معظم الحالات، تضم مثل هذه السحب قطرات من مياه فائقة البرودة، تبقى في حالة السيولة رغم تدني درجة حرارتها إلى ما دون الصفر المئوي. وتكون البلورات الثلجية في هذا النوع من السحب في شكل جسيمات مجهرية تدعى نويات الثلج.

وتحتوي هذه النويات الثلجية على جسيمات متناهية الصغر من التربة، أو الرماد البركاني. وتتكون البلورات الثلجية، عندما تتجمد القطرات فائقة البرودة على النويات الثلجية. فعندما تنخفض درجة الحرارة إلى 40°م تحت الصفر أو أقل، فإن قطرات الماء تتجمد بدون نويات الثلج. وتحت ظروف معينة يمكن أن تتشكل البلورات الثلجية رأسا من بخار الماء.

وفي هذه الحالة يبدأ بخار الماء بالترسب على النويات الجليدية، بدون أن يمر بحالة السيولة. ويزداد حجم البلورات الثلجية التي تشكلت قرب القطرات الفائقة البرودة، وذلك عندما يترسب بخار الماء من قطرات السحابة على هذه البلورات.

ونتيجة لسقوط البلورات من خلال السحابة، فمن الممكن اصطدامها وانضمامها مع غيرها من البلورات، أو مع القطرات فائقة البرودة. وعندما يصل وزن البلورة إلى حد لايعود الهواء قادرا على حملها، تسقط من السحابة. ومثل هذه البلورات تصبح قطرات المطر، إذا مرت خلال طبقات هوائية تزيد درجة حرارتها على الصفر المئوي. وتقوم تجارب الاستمطار، أو ما يدعى تطعيم السحب على أساس نظرية البلورات الثلجية. وفي هذه التجارب توضع عدة مواد كيميائية داخل السحب، لتعمل عمل نويات الثلج، وتساعد هذه العملية أحيانا على تحسين فرص تكون البلورات الثلجية .

أنواع الأمطار

تنقسم الأمطار وفقا لكيفية حدوثها، إلى ثلاثة أنواع: الأمطار الإعصارية، الأمطار التصاعدية والأمطار التضاريسية.

1 ـ الأمطار الإعصارية:
الأمطار الإعصارية

تحدث الأمطار الإعصارية بالتقاء كتلتين هوائيتين غير متجانستين، إحداهما باردة والثانية عند الالتقاء، يحدث التصادم بين الكتلتين، فيسمع له دوي (رعد) وتنتج شرارة كهربائية (برق)، بعد التصادم ترتفع الكتلة الحارة لخفة وزنها، أما الباردة فتبقى في الأسفل. عند ارتفاع الكتلة الحارة، بتوفر شرطين من شروط التكاثف (وصول الغلاف الغازي إلى درجة التشبع، توفر أنوية التكاثف)، تنخفض درجة حرارتها فيحدث التكاثف.

تسمى الأمطار الناتجة عن هذه الآلية بالأمطار الإعصارية. سميت هذه الأمطار بالإعصارية كونها تنتج عن اصطدام الكتلتين الهوائيتين. هذا الاصطدام الذي يتم بموجبه عصر الكتلة الحارة من طرف الكتلة الباردة.

2 ـ الأمطار التصاعدية:

تسقط هذه الأمطار بعد أن ترتفع درجة الحرارة بشكل غير مألوف، ينتج عن ذلك تصاعد الغلاف الغازي لتمدده وخفة وزنه. إذا ما توفر شرطان من شروط التكاثف (وصول الغلاف الغازي إلى درجة التشبع، توفر أنوية التكاثف)، تنخفض درجة حرارة الغلاف الغازي المتصاعد، فيتم التكاثف. تسمى الأمطار الناتجة عن هذه الوضعية بالأمطار التصاعدية، إن أصل هذه التسمية يعود إلى عملية تصاعد الغلاف الغازي بعد تعرضه إلى تسخين حراري.

3 ـ الأمطار التضاريسية:

تحدث هذه الأمطار عندما تصطدم كتلة هوائية بمرتفعات جبلية. هذا الاصطدام يؤدي بهذه الكتلة إلى الارتفاع، ممّا يقلّل من درجة حرارتها، فيحدث التكاثف. تسمى الأمطار التي تسقط بعد ذلك، بالأمطار التضاريسية. تكون هذه الأمطار أكثر غزارة على السفوح المواجهة لاتجاه الكتلة الهوائية. وتقل في السفوح غير المواجهة لاتجاه هذه الكتلة الهوائية. إن هذه التسمية تأخذ بالحسبان عامل التضاريس في آلية سقوط هذه الأمطار.

نلاحظ ممّا سبق، تعدد أشكال التكاثف؛ فمنها ما يحدث بالقرب من سطح الكرة الأرضية كالضباب، ومنها ما يحدث على سطح الكرة الأرضية كالندى والصقيع، ونوع ثالث يحدث بعيدا من سطحها، كالثلج والبرد والأمطار.

الكاتب / احمد ريحان